كل عام وكل إعلاميي مصر بخير وسلام كل عام والإذاعة المصرية والتلفزيون المصري بخير , منذ خمسة وثمانين عاما كان البث الأول للإذاعة المصرية – عندما وقف أحمد سالم أمام الميكرفون ليقول ( هنا القاهرة ) .
ليبدأ عهدا جديدا في الوطن العربي كله , عهد الكلمة المسموعة والبرامج المتنوعة .
وإن كنت أطالب بأن تصل الإذاعات المصرية إلي كل بقعة في مصر – فنحن بالصعيد لا تصل إلينا القاهرة الكبري ولا الشباب والرياضة ولا صوت العرب ولا حتي الإذاعات الإقليمية ومنها جنوب الصعيد أسوان -إلا عن طريق الدش – والراديو أساسا تصميمه ليستعمل في أي مكان وفي السفر وفي الطرقات فكيف تكون إذاعاته فقط عن طريق الدش –
نحن نريد تقوية الشبكات لتصل إلينا , وأعتقد أن هذا الأمر يسير وأبسط الأشياء أن يرتبط الشخص ببلده عن طريق إذاعتها , حيث أن الإذاع هي الأسلوب البسيط والقوي أيضا في التواصل .
إن الإذاعة المصرية بدأت عهدا من التثقيف والتنوير لكل الشعوب العربية , حيث أنها ربطت بين وجدان العرب جميعا , وأصبحت همزة الوصل بين قلوبهم جميعا وعقولهم .
ودورها لا يمكن إنكاره حيث أثرت الإذاعة المصرية في نشر الفن والموسيقي ,فكان أي مطرب أو فنان لا يعرفه أحد في الوطن العربي إلا إذا قدم فنه من خلال الإاعة المصرية والتي كانت تصدح فتملأ مشارق الأرض ومغاربها فتملأ الدنيا بهجة وغلما وثقافة وتنويرا ..
وعندما قامت ثورة يوليو 1952 لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيراً في إنجاحها وتثبيت دعائمها من خلال بث الأغاني الوطنية والبرامج الإذاعية تأييداً للثورة وأهدافها.
ثم صدر قرار جمهوري باعتبارها مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وألحقت برئاسة الجمهورية عام 1958، ثم أصبحت المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون في عام 1961، ثم صدر قرار جمهوري في عام 1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون
وقد كان للإذاعة مواقف سياسية عميقة وبعيدة الأثر , حيث تناقلت خطب الزعماء ومن أشهرها عندما خاطب الزعيم جمال عبد الناصر عمال الموانئ في الدول العربية وجدير بالذكر أن نروي تلك القصة التي كان للإذاعة المصرية الدور الأهم ولتعلم الأجيال دور العرب وقوتهم في إتحادهم .
وأريد أن تقرأوا دورا للإذاعة المصرية أخذت فيه دور البطولة المطلقة حيث فى أعقاب العدوان الثلاثي على مصر ، اتخذ عبد الناصر قراراً بمنع السفن الإسرائيلية من المرور بقناة السويس، وامتد الأمر إلى إدراج السفن الأمريكية التي تزور موانئ إسرائيل في القائمة السوداء العربية ومقاطعتها تبعاً لذلك بالموانئ العربية ، ومنعها من نقل شحنات البضائع الأمريكية إلى الموانئ العربية، وكذلك منعها من المرور بقناة السويس إذا كانت تحمل بضائع إسرائيلية.
ولهذا السبب، بدأ “بن جوريون” رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، ومعه اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة، التحريض ضد مصر والعرب وتم الإيعاز إلى نقابتين من نقابات البحارة الأمريكية الموليتين للصهيونية العالمية بالتحرك ومنع شحن وتفريغ السفن العربية بالموانئ الأمريكية، وكانت البداية بـ”كليوباترا“.
وحين أبُلغ عبد الناصر بالأمر، قرر التحرك سريعًا إلي مبني الإذاعة وتحدث لمدة خمس دقائق شارحاً ما جرى للباخرة وأبعاد الأزمة، وطالب اتحاد عمال الموانئ العربية بالرد الفوري في تعامله مع السفن الأمريكية بالمثل، أي بمنع شحن وتفريغ أي سفينة أمريكية راسية بأي ميناء عربي، في الوقت الذي كانت فيه 80 سفينة أمريكية راسية بموانئ عربية من طنجة حتي طرطوس.
واشتد أوار المعركة على مدى الأيام التالية لاسيما بعد أن بلغ حصار “كليوباترا” حد منع تموينها بالطعام والشراب والدواء لطاقمها وركابها في سقطة إنسانية لا يمكن تجاوزها.
وزاد من الأمر سوءاً أنه بعد تتابع الأحداث وبدأ طاقم الباخرة في النزول من الباخرة والعودة إليها، حدث احتكاك مع العمال الموالين للصهاين أسفر عن الاعتداء على بعض أفراد الطاقم المصري للباخرة لدرجة فقأ عين أحدهم؟!
وفي “26 إبريل 1960” اجتمع اتحاد العمال العرب في القاهرة، برئاسة “سالم شيتا” وهو ليبى الجنسية، والأمين العام أسعد راجح وهو يمنى الجنسية، وقرر الاتحاد أن مقاطعة السفينة العربية “كليوباترا” عمل عدواني ضد الدول العربية كلها، وأن الموانيء العربية بما فيها الدول العربية غير الممثلة في الاتحاد ستقوم بتنفيذ قرار المقاطعة
وقررت النقابات العمالية مقاطعة البواخر الأمريكية في موانيء الجمهورية العربية المتحدة، وجرى تطبيقه في موانيء الإسكندرية وبورسعيد واللاذقية والسويس، وانضمت إليه موانيء بيروت وطرابلس والعقبة والكويت والرباط وبور سودان، وموانئ ليبيا وتونس واليمن والسعودية، بدرجة أصبحت معها المقاطعة العربية للبواخر الأمريكية شبه كامل
كانت الباخرة “انتربرايز” تقترب من ميناء الإسكندرية،
وتم إبلاغها بأن العمال ينتظرونها على الرصيف وهم يحملون لافتات تقول: “لا ماء، لا وقود، لا طعام، لا شحن، لا تفريغ، لا خدمات من أى نوع للبواخر الأمريكية”، فغيرت وجهتها لكنها وقعت تحت قبضة العمال في ميناء بورسعيد، حيث كانت متجهة إلى الشرق الأقصى، وفي بيروت قاطع العمال باخرة “مولين فيكتوري”و”سانتا لوتشيا”، واضطرت باخرتان أخريتان إلى التراجع، وفي اللاذقية قاطع العمال الباخرة “مونتويك”.
وفي يوم الجمعة 6مايو 1960م أصدر “بول هول” رئيس نقابة عمال البحر الأمريكيين أمرًا بإنهاء الحصار المفروض على الباخرة العربية كليوباترا ، وفي يوم الاثنين 9مايو انتهت الأزمة، وبدأت عملية تفريغ السفينة ، وفي المقابل أعلن اتحاد العمال العرب إنهاء مقاطعة السفن الأمريكية.
وتوالي إنشاء محطات جديدة بالإضافة إلي البرنامج العام وصوت العرب والشرق الأوسط فقد تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم والتي كان لها دور مهم جدا في التعليم والفتوي , ويرجع الفضل في إنشاء تلك المحطة للزعيم جمال عبد الناصر .
قم الإذاعات الإقليمية . ولا زالت الإذاعة هي الأقرب إلي قلب المستمع حيق تلازمه في أي مكان دون جهد .
كل عام وكل إعلامي مصر بخير .